76وقد جاء في بعض الروايات بدل كلمة (خليفة) بكلمة (أمير). 1
وفيما يتعلّق ببيان المقصود من كلام النبيّ(ص) ومن هم هؤلاء الخلفاء أو الأمراء الاثنا عشر، فإنّ البحث محتدمٌ واختلفت فيه وجهات النظر منذ القدم حول تشخيصهم ومعرفة من ينطبق عليه كلام النبيّ(ص). فيعتقد السنة أنّ الخلفاء الثلاثة أبو بكر وعمر وعثمان هم من هؤلاء الاثنيعش-ر، ويكملون العدد بخلفاء من بني أميّة ويختمونهم بالخليفة عمر بن عبدالعزيز!
ولكنّ هذا الرأي لا يستند للمنطق السليم ولا يؤيّده أيّ دليلٍ، وهو تخرّص وقول بلا أيّ مستند.
والطريف أنّ الأمر لا يستقيم على حساباتهم بأيّ شكلٍ من الأشكال أو بأيّ عددٍ حاولوا حسابه، بحيث لا يكتمل عندهم العدد (الاثني عشر).
ومع غضّ النظر عن هذا الخلل، فإنّ الحديث النبوي يصف الدين بأنّه ظاهرٌ ومنتصرٌ في زمن الأئمّة الاثنيعشر، بينما نجد الدين كان في أحلك الظروف وأصعبها في زمن حكّام بني أمية الذين سفكوا دماء المسلمين واستباحوا حرماتهم.
وقد كان هؤلاء الحكّام سبباً لظهور البدع في الدين وانحرافه عن طريقه القويم، ولم تسهم أعمالهم إلّا في إضعاف جسد الأمّة الإسلامية وشيوع الفتن والمحن فيها، وقتل ابن بنت النبيّ الكريم(ص) وكثير من المؤمنين والعبّاد والزهّاد والشخصيات المرموقة آنذاك. ومع كل هذا فهل من اللائق أن نقول بأنّ هؤلاء الأمراء هم الخلفاء الاثنا عشر الذين قصدهم رسول الله(ص)؟!
والحق أنّهم لم يكونوا يوماً خلفاء لرسول الله(ص) في أمّته وأمناء على دينه،