75ثانياً: إنّ هؤلاء ومعهم علي بن أبيطالب(ع) بعد اطلاعهم على ما جرى في السقيفة من مبايعة أبيبكر، اعترضوا على ذلك وخالفوا هذا الأمر وتخلّفوا عنهم أشهراً. 1 وعليه يكون أهل السنّة بحاجة إلى دليل آخر غير الإجماع لإثبات خلافة أبي بكر.
ويتّضح حينئذٍ سبب اعتراض الشيعة على أهل السنة وانتقادهم لهم، وذلك لأنّهم يعتقدون باستحالة أن يترك النبيّ الكريم(ص) أمّته دون أن يعيّن خليفته من بعده، إذ يعتقدون بأنّ النبيّ(ص) قد نصّب علياً خليفة من بعده.
د- النصّ على إمامة الأئمّة الاثني عشر في مصادر أهل السنّة
هناك الكثير من أحاديث النبي(ص) في مصادر أهل السنة تؤكّد على أنّ الأئمّة من بعده اثنيعشر إماماً. على سبيل المثال، ما روي عن رسول الله(ص): «لا يزال الدين قائماً حتى يكون اثنا عشر خليفة من قريش ثمّ يخرج كذّابون بين يدي الساعة». 2
وفي رواية أخرى عن جابر بن سمرة جاء فيها: «سمعت رسول الله(ص) يقول في حجّة الوداع: «إنّ هذا الدين لن يزال ظاهراً على من ناواه لا يض-رّه مخالف ولا مفارق حتى يمضي من أمّتي اثنا عشر خليفة». قال: ثمّ تكلّم بشئ لم أفهمه، فقلت لأبي: ما قال؟ قال: كلّهم من قريش». 3
وعلى الرغم من وجود اختلاف بسيط في ألفاظ هذه الأحاديث، لكنّها مشتركة بالمضمون بشكل قطعي.