62العصمة التي توجب طاعته. والحقيقة أنّ نفس الأمر المطلق بوجوب طاعة الرسول والأئمّة(ع) يستلزم عصمتهم. وهناك الكثير من الروايات المذكورة في مصادر الشيعة تؤيّد هذه الحقيقة. 1 فقد أشارت هذه الروايات إلى أنّ المراد من أولي الأمر هو علي بن أبيطالب(ع) 2، وأكّدت بعضها على أنّ المراد من أولي الأمر هم أهلالبيت(ع). 3
وأمّا أهل السنّة، فقد اختلفوا فيما بينهم في بيان المراد من هذا الاصطلاح القرآني، أي أولي الأمر؛ فقال بعضهم إنّ المقصود به أمراء الس-رايا 4، وقال آخرون هم مطلق العلماء والفقهاء 5، وذهب بعضهم إلى أنّهم الخلفاء الأربعة. 6 وهناك من قال بأنّهم السلاطين. 7
ومن الواضح أنّ هذه الآراء لا صحّة مطلقاً، وذلك لأنّ أمراء الس-رايا والفقهاء والخلفاء والملوك والسلاطين لم يكونوا معصومين كي يحكم العقل بوجوب طاعتهم وكون طاعتهم طاعة لله تعالى ولرسوله(ص)، وهذه حقيقةٌ تأريخيّةٌ لا ينكرها أحدٌ.
أمّا بالنسبة للخلفاء، فلا خلاف بين العلماء حول عدم عصمة أبي بكر وعمر وعثمان، ووحده عليّ(ع) هو من اختلف فيه، فقال الشيعة بعصمته