45الموضوع، فإنّ جانباً من ميراث النبي العلمي الذي خلّفه لهم(ع) كانوا يتناقلونه مشافهة وبشكلٍ مباشر ويروونه واحداً عن الآخر حتى يصل إلى رسول الله تعالى(ص)، كما هو الحال في ما روي عن الإمام الصادق(ع): «حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدّي، وحديث جدّي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أميرالمؤمنين(ع) وحديث أميرالمؤمنين حديث رسول الله(ص) وحديث رسول الله قول الله عزّ وجل». 1 لذلك فإنّ الكثير من أحاديث الأئمّة لها هذا الاعتبار والمتانة في السند.
وأمّا القسم الآخر من ميراث النبوّة العلمي فقد وصلهم بشكلٍ مكتوبٍ، وقد أشار أهلالبيت لمثل هذا الأمر مراراً عن طريق ذكر أسماء بعض هذه الكتب، مثل كتاب علي(ع)، والجفر، والجامعة، ومصحف فاطمة. وإن كنّا غير مطّلعين على تفاصيل هذه الكتب أو خصوصياتها، إلا أنّنا نستطيع أن نقطع بأنّها كانت تحوي ميراث النبوّة والعلم النبوي الأصيل الذي يشمل كل شيء.
وهناك روايات عديدة في المصادر السنّية تنفي وجود مثل هكذا علوم لدى أئمّة أهلالبيت(ع) وبالخصوص عند علي(ع). وهذه الروايات مع غض النظر عن كونها موضوعة ولا صحّة لها، فهي تكشف عن علم أهل السنّة بمثل هكذا موضوع وصحّه تداوله في زمن الأئمّة(ع).
ولدينا روايات صحيحة وكثيرة يمكن الاعتماد عليها تؤكّد وجود مثل هذه الكتب والقراطيس والجوامع التي تحوي هذا الإرث العلمي العظيم