27
أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لاٰ يَهِدِّي إِلاّٰ أَنْ يُهْدىٰ فَمٰا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ). 1ففي هاتين الآيتين دليل واضح وتأكيد شديد على ضرورة أن يكون الإمام أعلم من غيره؛ فالشخص الأعلم هو أجدر بأن يوصل الأمّة إلى سبيل الهدى وهو أعرف بمصلحتها وأنسب من غيره لقيادتها لتحقيق الخير والعدالة، فهو أجدر بالإمامة من ذلك الشخص الذي هو بنفسه بحاجة إلى مَن يوصله ويهديه إلى سواء السبيل.
فهذا أصلٌ منطقيٌّ لا يقبل الخطأ وحقيقةٌ يقرّ بها العقل. فالتجارب البشرية تثبت لنا أنّ من يُعرض عن هذه الحقيقة وهذا الأصل المنطقيّ في حساباته السياسية سيواجه حتماً مشاكل كثيرة وانحرافات خطيرة عن جادة العدل والصواب.
والطريف أنّ الأحاديث المروية في مصادر السنّة تتضمّن ما يؤيّد هذا الأصل العقلائي الذي يتّبعه الشيعة، وكمثال على ذلك، إليك هذا الحديث المروي في سنن البيهقي (م457ه)، عن رسول الله(ص) حيث قال(ع) «من استعمل عاملاً من المسلمين وهو يعلم أنّ فيهم أولى بذلك منه وأعلم بكتاب الله وسنّة نبيّه فقد خان الله ورسوله وجميع المسلمين». 2
ونقل في مصدر حديثي آخر قوله(ص): «ما ولّت أمّة أمرها رجلاً وفيهم من هو أعلم منه إلّا لم يزل يذهب أمرهم سفالاً حتى يرجعوا إلى ما تركوه». 3
وقد أشبع الشيخ محمّد حسين المظفر (م 1381ه ) هذا البحث تفصيلاً