26بعيداً عن الدين. ولذا نراهم يتّبعون كلّ حاكمٍ وإن كان ظالماً، ويوجبون طاعته حيث لا يكترثون بالطريقة التي وصل بها إلى كرسي الحكم على خلاف ما يذهب إليه الشيعة.
حيث يرى الشيعة أنّ الإمامة ترتكز على ثلاثة محاور، هي:
- علم الإمام.
- عصمته.
- تنصيبه من قبل النبيّ(ص).
وهذه المحاور الثلاثة هي العناصر الأساسيّة في الفكر الشيعيّ. ولذلك سنبحث هذه الأسس والمباني الثلاث:
1- علم الإمام من وجهة نظر الشيعة
أ- اشتراط كون الإمام أعلم من غيره
من المسائل الثابتة في المذهب الشيعي هي الاعتقاد بوجوب كون الإمام محيطاً بالعلوم والمعارف، وهو ما يسمى اصطلاحاً (الأعلم). فيعتقدون بأنّ العقل والنقل لا يحكمان بإمامة شخصٍ لآخر أعلم منه وأكثر دراية واطلاعاً منه في العلم والتدبير، وربّما يحتاج إليه في تدبير شؤونه. فمثل هذا الأمر غير منطقي، ويتعارض مع مقاييس الحق والعدالة وتطبيقهما في المجتمع.
وقد نبّه القرآن الكريم على هذا الأمر عدّة مرات، وممّا جاء في آياته الكريمة قوله تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لاٰ يَعْلَمُونَ إِنَّمٰا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبٰابِ) 1، وكذلك قوله عزّوجلّ(ع) (أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ