19وعلى هذا فإنّه من الحق والإنصاف إرجاع نشأة التشيع وإقامة أركانه لشخص النبيّ الكريم(ص) وما صدر منه من أحاديث، وحين نريد العثور على الأوائل من الشيعة فعلينا البحث بين صحابته.
وممّا يؤكّد هذه الحقيقة رواياتٌ وأحاديث في المصادر الروائية السنّية رُويت عن النبيّ الأكرم(ص) تضمّنت مصطلح (شيعة علي). وكذلك ما يدعم هذه الحقيقة الاحاديث التي رُويت عن الرسول الكريم(ص) في المصادر الروائية السنّية من أنّه ذكر جماعةً وسمّاهم (شيعة عليّ) واعتبرهم خير البريّة والعباد يوم القيامة، وهذه حقيقةٌ لايمكن غضّ النظر عنها أو إهمالها. وكمثال على هذه الأحاديث النبوية ما روي عن الرسول الكريم(ص) في تفسير قوله تعالى(ع) أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ حيث قال(ع) «أنت يا عليّ وشيعتك». 1
وكذلك ما روي عن جابر بن عبدالله الأنصاري(رضى الله) أنّه قال(ع) «كنا عند النبيّ(ص) فأقبل عليّ، فقال النبيّ(ص) «والذي نفس-ي بيده، إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة» 2، وهذا الحديث رواه أيضاً أبو سعيد الخدري وأمّ سَلَمة عن رسول الله(ص). 3
فالحقّ والإنصاف، إنّ التشيع لعليّ(ع) هو مفهوم أصيل طرحه النبيّ الكريم(ص)، وأنّ أوّل من وضع اصطلاح (شيعة علي) هو الرسول الكريم(ص).
إذن، علينا الاعتراف بأنّ التشيع انبثق من صميم الإسلام، بل هو عين الإسلام المحمّدي الأصيل، وبانيه ومؤسّسه هو شخص الرسول الكريم(ص).