17أصول المذهب الاعتقادية، كالإيمان بإمامة أهل البيت(ع) الذي كان ملازماً لاتساع المذهب وذياع صيته.
ونرى أنّ التشيع في زمن الإمام الصادق(ع) وبفضل الجهود العلمية الحثيثة التي بذلها تحوّل من (عقيدة) إلى (مدرسة فكرية). فالتشيع حتى ما قبل الإمام الصادق(ع)، بل إلى ما قبل زمن أبيه الباقر(ع)، لم يطرح كمذهب أو مدرسة متكاملة، وكانت حقيقته أكثر بساطة من كونه مذهباً أو مدرسة متقوّمة الأسس. ولذا يمكننا القول إنّ الفضل في ظهور التشيع وتبلوره كمذهب متكامل يعود إلى الإمامين الباقر والصادق(ع)، حيث لاقى رواجاً على أيديهما في المجتمع وانتشر بشكلٍ واسعٍ، وهذه الحقيقة هي التي تبيّن المراد من التعبير المتداول على الألسن والبعد الحقيقي لتسمية هذا المذهب ب-(المذهب الجعفري).
ج- دور الرسول في تأريخ التشيع
في الحقيقة إنّ أصل محبّة الامام علي(ع) والاعتقاد بأفضليته العلمية والدينية وأحقّيته بالخلافة من بعد الرسول(ص)، يعد من الأمور الواضحة التي دلّت عليها أقوال الرسول الكريم(ص)، والتي رويت بكثرة في مصادر الشيعة وأهل السنّة.
وممّا لا شك فيه أنّ ذلك ممّا يؤيّده النقل التأريخي في عهد الرسول(ص) وما رُوي بكثرة حول تلك الحقبة من أفضلية علي(ع) العلمية والدينية على غيره. وبشكل عام فإنّ فضائل الامام علي(ع) هي من الحقائق التي تمّ التأكيد عليها من قبل الرسول الأكرم(ص)، ولذا، ومذ ذلك الحين، أحبّه الخلّص من الأصحاب واتّبعوه. وكمثال على ذلك ما ينقل عن الصحابي الشهير عبدالله