7
ديباجة
لا نغالي إذا قُلنا إنَّ صُلح الإمام الحسن(ع) له من الأهمية بمكان؛ بحيث يُشكل منعطفاً تأريخياً في مسيرة الأمة الإسلامية، وكذلك يُعبِّر عن تأسيس لمرحلة جديدة - من الفهم والإدراك في عقليّة وذهن المسلمين - لمسار الأحداث الجارية التي رسمها الخط الاُموي بشكل مغاير لما عاشه المسلمون في زمن رسول الله(ص)؛ فتصدى الإمام الحسن بصلحه لانحرافٍ كاد يعصف بمفهوم الرسالة المحمدية ويطيح بمفاهيمها السامية التي بذل في سبيلها رسول الله(ص) كل غال ونفيس.
وعلى الرغم من هذه الأهمية الكبيرة لهذا الحدث التأريخي - للأسف - لم نجد يد المؤرخين وأصحاب السِّير قد تناولته بإنصاف وموضوعية، فقد رُسِمت صورته مقطّعة الأوصال، وفي بعض الأحيان بشكل مقلوب، فكوّنت في النتيجة صورة غير واضحة الملامح متفرقة ومتشتتة لا تنمّ عن الحقيقة كاملةً...
ومن الطبيعي والحال هذه أن تُثار بعض الشبهات حول ماهية الصلح وما يدور حوله من أحداث...