38فقراء بني هاشم قُوْتَهم ومؤنتهم. ومن هنا نفهم وجوب الخمس في غير غنائم الحرب، من خلال فلسفة تشريعه.
خامساً: روي في صحيح مسلم، وغيره، أنّ الفضل بن العبّاس وشخصاً آخر من بنيهاشم كانا محتاجين إلى الزواج ولميكن لديهما مهرٌ، فاشتكيا ذلك إلى رسول الله(ص) وطلبا منه أن يستعملهما على الزكاة ليحصلا على المهر من سهم العاملين، فلم يرتضِ(ص) ذلك، بل أمر شخصين أن يزوّجا ابنتيهما منهما، وجعل مهرهما
من الخمس بدلاً عن الزكاة.
1
بناءاً على هذا يتّضح أنّ عدم جمع النبيّ(ص) للخمس لا يدل على عدم وجوبه، ومن جهة أخرى لعل الرسول أرسل أشخاصاً لجمع الخمس ولكن لم يُروَ ذلك لنا ولم يصلنا، وبالخصوص في عهد الحكومتين الأموية والعباسية حيث تبدّلت الحكومة إلى حكومة الجاهلية، ولف كثير من الأحكام عالم النسيان والإهمال. كما ورد في بعض الروايات التي يرويها ابن حزم عن ابن عبّاس