29قوله تعالى في الآية الثلاثين من سورة الأنفال: وَ إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَ يَمْكُرُونَ وَ يَمْكُرُ اللّٰهُ وَ اللّٰهُ خَيْرُ الْمٰاكِرِينَ ، حيث كتب يقول:
«أُنزلت ليلة الهجرة، ومكرهم كان توزيع السيوف على بطون قريش، ومكر الله تعالى هو منام علي(ع) على الفراش» 1.
ويضيف ابن أبي الحديد، نقلاً عن الإسكافي، ما يلي: «قد ثبت بالتواتر حديث الفراش، فلا فرق بينه وبين ما ذُكر في نصّ الكتاب، ولا يجحده إلّا مجنون أو غير مخالط لأهل الملّة» 2.
وبسبب هذه الفضيلة الاستثنائيّة للإمام علي(ع)، صمّم معاوية لاحقاً أن يدفع أربعمائة ألف درهم إلى سمرة بن جندب، ليدَّعي أنّ الآية نزلت في ابن ملجم 3، وأذعن سمرة لطلب معاوية، ولكن بسبب بُعد الفاصلة الزمنيّة بين نزول الآية واستشهاد الإمام علي(ع)،لم يُضلَّل أحد برواية سمرة، إلّا بعض السُذَّج والجهلَة.