19
يتلونها وهم منها من خير أو شرّ».
1
إلا أنّ علماء الإسلام ولاسيّما المفسِّرين لم يغفلوا أبداً عن التحرّي لمعرفة الأشخاص والمناسبات التي نزلت فيها الآية أو الآيات؛ لضرورة التعرّف الأفضل على التأريخ الإسلامي، وكذلك معرفة الأفراد والعناصر الذين عايشوا مسيرة التحوّلات المتعلّقة بعصر نزول القرآن.
لقد أسّس العلماء علمين في هذا الخصوص تعود جذور كلّ منهما إلى النقل والروايات التأريخيّة؛ يسمّى الأوّل منهما: علم «مبهمات القرآن» 2، ومهمّته التعريف بالأفراد والشخصيّات التي تضمرها القصص والإخبارات القرآنيّة عن الماضي، وكذلك الحوادث الواقعة في عصر نزول القرآن. أمّا العلم الآخر فهو: علم «أسباب النزول»، الذي يبحث عن الخلفيّات والأسباب التي كانت وراء نزول الآية أو الآيات. ولا شكّ أن التوفّر على مبهمات القرآن ومعرفة أسباب نزول الآيات يعدّ أمراً ضرورياً لمن يريد معرفة جزئيّات وتفاصيل الوقائع التأريخيّة، التي تناولها القرآن الكريم.