18القرآن في عرض هذه الحوادث، هو طرح الحادثة مع ذكر خصائص الأفراد والاتّجاهات التي كان لها دور في مسير تلك الحادثة من دون أن يتعرّض إلى أسماء أولئك الأشخاص والاتجاهات.
وبعبارة أُخرى: إنّ القرآن لا يهتمّ بذكر أسماء الأشخاص وتعريف أبطال الحوادث بقدر اهتمامه بتعريف الحوادث الاجتماعيّة نفسها، كنماذج يمكن أن تتكرَّر ويكون لها شخوص وأبطال آخرون، حتّى أنّه لم يرد في القرآن الكريم سوى أسماء قلائل من المعاصرين للنبيّ(ص)، منهم: أبولهب، وكان في مورد ذمّ وتعريض.
أمّا لِمَ لم يجرِ في القرآن الكريم ذكر لمعاصري النبيّ(ص) إلّا بنحو مبهم ومجمل، فإنّ وراء ذلك - بلا شكّ - أسباباً لعلّ من أهمِّها كونه يمثِّل هدفاً تربويّاً للقرآن، وكذلك من أجل المحافظة على خلوده وعدم تخصيص آياته بفرد خاصّ وعصر بعينه؛ وهذا ما أشار إليه الإمام الباقر(ع) في قوله:
«ولو أنّ الآية إذا نزلت في قوم، ثُمَّ مات أُولئك القوم ماتت الآية لما بقي من القرآن شيء، ولكنّ القرآن يجري أوّله على آخره ما دامت السماوات والأرض، ولكلّ قوم آية