21وبعدم إجزاء نفس عن نفس ثالثة .
وهكذا الكلام فينظائرها .
وبين ما سيقت لبيان شدّة الموقف وأهواله ، وأنّه - يومئذٍ - لا ينفع الكفّار بيعهم وخلّتهم وشفاعتهم - بعضهم - في دفع العذاب عن خليله أو مولاه :
مثل ما في سورة الدخان قوله تعالى : يَوْمَ لاٰ يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَ لاٰ هُمْ يُنْصَرُونَ إِلاّٰ مَنْ رَحِمَ اللّٰهُ .
وقوله في سورة البقرة : يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمّٰا رَزَقْنٰاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لاٰ بَيْعٌ فِيهِ وَ لاٰ خُلَّةٌ وَ لاٰ شَفٰاعَةٌ .
قال الرازي : لما قال : وَ لاٰ خُلَّةٌ وَ لاٰ شَفٰاعَةٌ أوهم ذلك - أي ألخُلّة والشفاعة مطلقاً - فذكر تعالى عقيبه : وَ الْكٰافِرُونَ هُمُ الظّٰالِمُونَ ليدلّ على أنّ ذلك النفي مختصّ بالكافرين ، وعلى هذا التقدير تكون الآية دالّة على إثبات الشفاعة في حقّ الفسّاق .
وبين ما لبيان أنّ الشفاعة الثابتة مختصّة بالمرضيّين :
كقوله تعالى في سورة طه يَوْمَئِذٍ لاٰ تَنْفَعُ الشَّفٰاعَةُ إِلاّٰ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمٰنُ وَ رَضِيَ لَهُ قَوْلاً .
وقوله تعالى : وَ لاٰ يَشْفَعُونَ إِلاّٰ لِمَنِ ارْتَضىٰ أي لمن ارتضىٰ اللّٰه دينه ، وسيأتي بيانه .
أو لبيان أنّ المجرمين غير قادرين على الشفاعة إذ لا يملكونها :
كما في سورة مريم قوله تعالى : وَ نَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلىٰ جَهَنَّمَ وِرْداً* لاٰ يَمْلِكُونَ الشَّفٰاعَةَ ألا تنظر إلى قوله بعده : إِلاّٰ مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمٰنِ عَهْداً إلىٰ غير ذلك .