49وقال عليّ بن ربيعة الأسدي:
ركب عليّ بن أبيطالب عليه السلام ، فلمّا وضع رجله في الركاب قال: «بسم الله»، فلمّا استوى على الدابة، قال: «الحمد لله الّذي أكرمنا، وحملنا في البرّ والبحر، ورزقنا من الطيّبات، وفضّلنا على كثير ممّن خلق تفضيلاً، سبحان الّذي سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين.
ثمّ سبّح الله ثلاثاً، وحمد الله ثلاثاً، ثمّ قال: «ربّ اغفر لي، فإنّه لايغفر الذنوب إلاّ أنت».
ثمّ قال: «كذا فعل رسول الله (ص) وأنا رديفه». 1
إذن، يجدر بالحاجّ أن لا يفتر عن ذكر الله خلال سفره، وأن يكثر من ذكر نعم الله، ويشكره إزاء نعمة الصحة، ونعمة العافية ونعمة نيل توفيق زيارة بيت الله الحرام، وتوفير ما يحتاج إليه في السفر، والنعم الإلهيّة الأُخرى الّتي لا تعدّ ولا تحصى.
وقد قال تعالى: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) (ابراهيم:7)، فإذا شكر الحاجّ ربّه فسيمنحه الله المزيد من النعم في سفره هذا.
25 - اجتناب العجلة
ينبغي للمسافر توخّي الحذر من العجلة في أُموره، خصوصاً عباداته؛ لأنّ العجلة توجب أداء الأعمال بصورة خاطئة أو ناقصة، كما أنّها لا تنسجم مع الأجواء المعنوية.