25الحاجّ متوقّفة على معرفته لهذه الأحكام.
ومسائل وتفريعات الحجّ أيضاً كثيرة جدّاً، بحيث قال زرارة -وهو من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام - :
قلت لأبي عبدالله عليه السلام : «جعلني الله فداك، أسألك في الحجّ، منذ أربعين عاماً فتفتيني» فقال: «يا زرارة، بيت يحجّ قبل آدم عليه السلام بألفي عام تريد أن تفنى مسائله في أربعين عاماً؟!». 1
وكلّما كان الحاجّ أكثر إلماماً بأعمال ومناسك الحجّ كان عمله أقرب للصحّة، وهذا ما يتيح له فرصة المزيد من الاهتمام بأسرار ومعارف أعمال الحجّ والانتفاع من الفوائد المعنويّة التي يحصل عليها من هذا الاهتمام، ولكنّنا نجد - مثلاً - بعض الحجّاج في الميقات يشغلهم كيفيّة تلفّظ النيّة عن الاهتمام بذكر الله والإنابة والتوبة والبكاء، وهذا ما يمنعهم من اللذّات المعنويّة، فيعيشون حالة الحرمان من الانسياب في رحاب الجمال الإلهي، في حين أفتى جميع الفقهاء بعدم لزوم تلفّظ النيّة، ويكفي استحضارها في القلب والفكر.
قال رسول الله (ص) :
«تعلّموا مناسككم، فإنّها من دينكم». 2
كما ينبغي أن لا يؤدّي الاهتمام بتعلّم مناسك الحجّ إلى خلق حالة من الهاجس والخوف والتوتّر في نفسيّة الحاجّ؛ لأنّ العلم بالمناسك لا يشكّل معادلة معقّدة أو لغزاً يصعب حلّه، بل لايلزم