50وقال صلى الله عليه و آله و سلم : (إنّ الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم ؛ يأخذ القاصية والنافرة والشاذّة ، إياكم والشِّعاب ، وعليكم بالعامّة والجماعة والمساجد) . رواه الطبراني وغيره من حديث معاذ رضى الله عنه ، ورواه الإمام أحمد ، ورجاله ثقات 1 .
وسُئل الإمام أحمد عن الشافعي ؟ فقال : «ماالذي أقول فيه ، وهو الذي أخرج من قشور التشبيه لبابها ، وأطلع علىٰ معارفها أربابها ، وجمع مذهبه أكنافها وأطنابها ، فالمحدّثون صيادلة والشافعي طبيبهم ، والفقهاء أكابر والشافعي كبيرهم ، وما وضع أحد قلمه في محبرة إلّاوللشافعي عليه منّة» .
وكان كثير الدعاء للشافعي ، قال له ابنه عبداللّٰه : أيَّ شيء كان الشافعي ، فإنّي أسمعك تُكثر الدعاء له؟ قال : «يابُنيّ كان الشافعي كالشمس للدنيا ، وكالعافية للناس ، فانظر هل لهذين من خلف أو عوض؟» .
[كلام السلف في التأويل]
وسئل بعض أئمّة السلف عن قوله تعالىٰ اَلرَّحْمٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوىٰ ؟
فقال : الرحمن - جلّ وعلا - لم يزل والعرش مُحدَث بالرحمن استوىٰ ، ثمّ قال :
كلّ ما ميّزتموه بأذهانكم وأدركتموه في أتمّ عقولكم ، فهو مصروف إليكم ومردود عليكم ، محدث ومصنوع مثلكم ؛ لأنّ حقيقته عالية عن أن تلحقه عبارة ، أو يدركه وهم ،أو يُحيط به علم ، كلّا ، كيف يُحيط به علم وقد اتّفق فيه الأضداد بقوله سبحانه وتعالىٰ : هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظّٰاهِرُ وَ الْبٰاطِنُ ؟!
أيّ عبارة تُخبر عنه؟! حقيقة الألفاظ كلام ، قصرت عنه العبارات ،وخرست عنه الألسنة بقوله : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ تعالىٰ اللّٰه وتقدّس عن المجانسة والمماثلة .