37و قال البيهقي : عن النضر بن شميل : القدم هنا الكفّار الذين سبق في علم اللّٰه أنّهم من أهل النار .
وقال الأزهري : القدم الذين تقدّم القول بتخليدهم في النار .
وقال ابن الاعرابي : القدم المتقدّم ، وكلّ قادم عليها يسمىٰ قدماً ، والقدم جمع قادم ، كما يقال : عيب وعائب .
وروىٰ الدارقطني : (حتّىٰ يضع قدمه أو رِجله) وفي هذه دلالة علىٰ تغيير الرواية بالظنّ .
مع أنّ الرِّجْل في اللغة هي الجماعة ؛ ألا تراهم يقولون : رجل من جراد ، فيكون المعنىٰ يدخلها جماعة يُشبهون الجراد في الكثرة .
قال ابن عقيل : تعالىٰ اللّٰه أن يكون له صفة تشغل الأمكنة ، و هذا عين التجسيم ، وليس الحقّ بذي أجزاء وأبعاض ، فما أسخف هذا الاعتقاد وأبعده عن المكوّن تعالىٰ اللّٰه عن تخايل الجسمية .
وذكر كلاماً مُطوّلاً بالغاً في التنزيه وتعظيم اللّٰه تعالىٰ .
وقد تمسّك بهذا الحديث ابن حامد المشبّه ، فأثبت للّٰهسبحانه وتعالىٰ صفات .
وزاد ، فروىٰ من حديث ابن عباس رضى الله عنه أنّه عليه السلام قال : (لمّا اسري بي رأيت الرحمن علىٰ صورة شابّ أمرد نوره يتلألأ ، وقد نُهيتُ عن صفته لكم ، فسألت ربّي أن يُكرمني بُرؤيته ، فإذا كأنّه عروس حين كشف عنه حجابه مستوٍ علىٰ عرشه) .
و هذا من وضعه وافترائه وجرأته علىٰ اللّٰه - عزّ وجلّ - وعلىٰ رسوله صلى الله عليه و آله و سلم .
ومَنْ أعظم فريةً مّمن شبّه اللّٰه - عزّ وجلّ - بأمرد وعروس ؟
وكان بعض أئمة الحنابلة يتوجّع ، و يقول : ليت ابن حامد هذا ومن ضاهاه لم ينسبوا الىٰ أنّهم من أتباع الإمام أحمد ، فقد أدخلوا بأقوالهم المفتراة الشينَ علىٰ المذهب ، والتعرّض الىٰ الإمام أحمد بالتشبيه والتجسيم ، وحاشاه من ذلك ، بل هو