19
[مقدّمة المؤلّف وسبب التأليف]
الحمد للّٰهربّ العالمين : وصلّىٰ اللّٰه علىٰ سيّد الأوّلين والآخرين ، وأكرمالسابقين واللاحقين ، وسلّم ومجّد وكرّم .
سبحان من بيده الضرّ والنفع ، والوصل والقطع ، والتفرقة والجمع ، والعطاء والمنع ، وفّق من أحبّ لتنزيهه ، فحمىٰ موضع نظره منه ، وكذا السمع ، وخذل من أبغض ، فجرىٰ لشقاوته علىٰ ما اعتاده وألِفه من رديء الطبع ، فهبّ علىٰ الأوّل نسيمُ إسعاده ، وعلىٰ الثاني ريحُ إبعاده ، لصدع قلبه بتمويه العدّو ، فياله من صَدْعِ .
تقدّس وتمجّد بعزّ كبريائه وجلاله، وتفرّد بأوصاف عظمته وكماله، كما عمّ بجوده وإفضاله ونَواله. تقدّس و تبارك عن مشابهة العبيد، وتنزّه عنصفات الحدوث.
فمن شبّه فقد شابه السامرة وأبا جهل والوليد ، ومن عطّل ما ثبت له من صفاته بالأدلة القاطعة فهو عن الحقّ مائل ومُحيد 1 ، وكلا القسمين سفيه وشقّي وغير