35
الْمُسْتَغيٖثيٖنَ، يٰا حَبيٖبَ قُلُوبِ الصّٰادِقيٖنَ، وَيٰا الٰهَ الْعٰالَميٖنَ، افَتُرٰاكَ سُبْحٰانَكَ يٰا الٰهىٖ وَبِحَمْدِكَ تَسْمَعُ فيٖهٰا صَوْتَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ سُجِنَ فيٖهٰا بِمُخٰالَفَتِهِ، وَذٰاقَ طَعْمَ عَذٰابِهٰا بِمَعْصِيَتِهِ، وَحُبِسَ بَيْنَ اطْبٰاقِهٰا بِجُرْمِهِ وَجَريٖرَتِهِ، وَهُوَ يَضِجُّ الَيْكَ ضَجيٖجَ مُؤَمِّلٍ لِرَحْمَتِكَ، وَيُنٰاديٖكَ بِلِسٰانِ اهْلِ تَوْحيٖدِكَ، وَيَتَوَسَّلُ الَيْكَ بِرُبُوبِيَّتِكَ، يٰا مَوْلاٰىَ فَكَيْفَ يَبْقىٰ فِى الْعَذٰابِ وَهُوَ يَرْجُوا مٰا سَلَفَ مِنْ حِلْمِكَ، امْ كَيْفَ تُؤْلِمُهُ النّٰارُ وَهُوَ يَأْمَلُ فَضْلَكَ وَرَحْمَتَكَ، امْ كَيْفَ يُحْرِقُهُ لَهيٖبُهٰا وَاَنْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ وَتَرىٰ مَكٰانَهُ، امْ كَيْفَ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ زَفيٖرُهٰا وَاَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفَهُ، امْ كَيْفَ يَتَقَلْقَلُ بَيْنَ اطْبٰاقِهٰا وَاَنْتَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ، امْ كَيْفَ تَزْجُرُهُ زَبٰانِيَتُهٰا وَهُوَ يُنٰاديٖكَ يٰا رَبَّهُ، امْ كَيْفَ يَرْجُو فَضْلَكَ فىٖ عِتْقِهِ مِنْهٰا فَتَتْرُكُهُ فيٖهٰا، هَيْهٰاتَ مٰا ذٰلِكَ الظَّنُ بِكَ، وَلَا الْمَعْرُوفُ مِنْ فَضْلِكَ، وَلاٰ مُشْبِهٌ لِمٰا عٰامَلْتَ بِهِ