7عَلَى اَلْقَوْمِ اَلْكٰافِرِينَ ليس ينهى عن الحزن لأنه لا يقدر عليه لكنه تسلية للنبي ص و نهي عن التعرض للحزن
فصل [في المشاورة]
قوله تعالى
وَ شٰاوِرْهُمْ فِي اَلْأَمْرِ كان
النبي ص مؤيدا بالوحي كاملا في الرأي مستغنيا عن الاستفادة و كان ممن يوثق بقوله و يرجع إلى رأيه فالوجه في ذلك ما قال
قتادة و
الربيع و
ابن إسحاق إن ذلك على وجه التطيب لنفوسهم و قال
سفين بن عتبة وجه ذلك ليقتدي به أمته في المشاورة و لا ترونها منزلة نقيصة كما مدحوا بأن أمرهم شورى بينهم و قال
الحسن و
الضحاك لإجلال الصحابة و اقتداء الأمة به و قال
الجبائي أن يستعين برأيهم في بعض أمور الدنيا و قال
الشيخ المفيد وجه ذلك أن يمتحنهم فيتبين الناصح في مشورته من الغاش له بدلالة قوله
فَإِذٰا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اَللّٰهِ علق الفعل بعزمه دون رأيهم أ لا ترى أنهم لما أشاروا
ببدر عليه في الأسرى جاء التوبيخ
مٰا كٰانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرىٰ .
قوله سبحانه
يٰا أَيُّهَا اَلنَّبِيُّ جٰاهِدِ اَلْكُفّٰارَ وَ اَلْمُنٰافِقِينَ جاهد
النبي ص الكفار في حال حياته و أمر وصيه بجهاد المنافقين بعد وفاته قوله تقاتل
الناكثين و
القاسطين و
المارقين و قوله ع في حديث خاصف النعل و حديث كلاب
الحوأب و حديث تقتلك الفئة الباغية و حديث
ذي الثدية و غير ذلك و قيام الوصي بعده بالجهاد يدل على جهاده و يقال
جٰاهِدِ اَلْكُفّٰارَ بالقتال
وَ اَلْمُنٰافِقِينَ بالمقال و إنما صح ذلك لما كان في أصحابه منافقون.
قوله سبحانه
تِلْكَ آيٰاتُ اَللّٰهِ نَتْلُوهٰا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ يعني بالآيات ما تقدم ذكره من إماتته ألوفا دفعة ثم أحياهم في مقدار ساعة و من تمليك
طالوت مع حمولة و من نصرة أصحاب
طالوت في قتلهم و لا يقدر عليه غير الله تعالى ثم قال
وَ إِنَّكَ لَمِنَ اَلْمُرْسَلِينَ فائدة الجمع بينهما أشياء منها الإخبار بما تقدم من الدلالة على
النبي ص و التصديق بتلك الأمور لنبوته و أنه أوحي إليه و استدعي القيام بما أرسل به بعد قيام الحجة عليهم و أنه كما نصب تلك الآيات جعلك من المرسلين فصارت هذه الآيات دلالة على النبوة من جهة أنها إخبار عن غيوب
قوله سبحانه
لَيْسَ لَكَ مِنَ اَلْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظٰالِمُونَ جاءت أو بعد ما لا يجوز أن يعطف عليه قوله-
أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ معطوف على قوله
لِيَقْطَعَ طَرَفاً و المعنى أنه تعالى عجل لكم هذا النصر و منحكم به ليقطع من الذين كفروا أي قطعه منهم و طائفة من جميعهم
أَوْ يَكْبِتَهُمْ أي يغلبهم فيخيب سعيهم أو يعطفهم ما يريدون من تظاهر آيات الله الموجبة لتصديق
نبيه ص فيتوبوا و يؤمنوا فيقبل الله ذلك منهم و يتوب عليهم أو يكفروا بعد قيام الحجج فيموتوا أو يقتلوا كافرين فيعذبهم الله تعالى فيكون قوله-
لَيْسَ لَكَ مِنَ اَلْأَمْرِ شَيْءٌ معطوفا على قوله-
وَ مَا اَلنَّصْرُ إِلاّٰ مِنْ عِنْدِ اَللّٰهِ اَلْعَزِيزِ اَلْحَكِيمِ أي ليس لك و لا لغيرك من هذا النصر شيء و إنما هو من الله و يقال ليس لك من الأمر شيء أو من أن يتوب عليهم فأضمر من اكتفاء بالأولى و أضمر أن بعدها لدلالة الكلام عليها و هي مع الفعل الذي بعدها بمنزلة المصدر و تقدير الكلام ليس لك من الأمر شيء و من توبتهم و عذابهم و يقال ليس لك من الأمر شيء حتى يتوب عليهم كما قال
إمرؤ القيس -
فقلت له لا تبك عينك إنما نحاول ملكا أو تموت فنعذرا
أراد إلا أن نموت فيكون تقدير الكلام ليس ما تريده من توبتهم أو عذابهم بك و إنما يكون ذلك بالله تعالى.
قوله سبحانه
مٰا كُنْتَ تَدْرِي مَا اَلْكِتٰابُ وَ لاَ اَلْإِيمٰانُ يعني ما كنت قبل المبعث تدري ما الكتاب و لا ما الإيمان أو قلت قبل البلوغ.