6مِنْهُمْ كُلَّ بَنٰانٍ فبلغ النبي ذلك إلى أصحابه فخالفوه و أسروا يوم بدر جماعة من المشركين طمعا في الفداء فأنكر الله تعالى ذلك عليهم و بين أن الذي أمره سواه و قوله مٰا كٰانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرىٰ فلا شك أن الصحابة أسروهم ليكونوا في يده و مضافون إليه و إن كان لا يأمرهم بأسرهم بل بخلافه.
قوله سبحانه
عَفَا اَللّٰهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ هذا ليس يقتضي وقوع معصية و لا غفران عقاب بل القصد به التعظيم و الملاطفة في الخطاب كما تقول أ رأيت رحمك الله و قد بدأ بالعفو قبل العقاب لأنا نقول لغيرنا لم فعلت كذا في حال استفهام أو تقرير و كيف يكون ذلك معصية و قال تعالى في موضع آخر
فَإِذَا اِسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ و لو كان للعقاب مفردا لما دل إلا أنه ترك الأولى و ترك الأولى ليس بذنب.
قوله سبحانه
وَ اِسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كٰانَ تَوّٰاباً الاستغفار قد يكون عند ذكر المصيبة بما ينافي الإضرار و قد يكون على وجه التسبيح و الانقطاع إلى الله تعالى فكأنه قال قد حدث أمر يقتضي الاستغفار مما جدده الله لك فاستغفره بالتوبة يقبل ذلك منك و مخرجه مخرج الخطاب
للنبي و هو تعليم لجميع أمته.
قوله سبحانه
سَوٰاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ أي يتساوى الاستغفار لهم و عدم الاستغفار فإن الله لا يغفر لهم لأنهم يبطنون الكفر و إن أظهروا الإيمان و قال
الحسن أخبر الله تعالى أنهم يموتون على النفاق فلم تستغفر لهم بعد.
قوله سبحانه
فَأَمَّا اَلْيَتِيمَ فَلاٰ تَقْهَرْ. وَ أَمَّا اَلسّٰائِلَ فَلاٰ تَنْهَرْ و نحوهما فهو خطاب متوجه إلى
النبي ص و هو نهي لجميع المكلفين.