5بها و يدعوه إليها فإن الله تعالى ينسخ ذلك و يبطله بما يرشده من مخالفة الشيطان و عصيانه و ترك غروره ثم بين أن الله يزيل ذلك و يدحضه بظهور حجته و إنما خرجت الآية على الوجوه مخرج التسلية له.
قوله سبحانه
وَ إِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اَللّٰهُ عَلَيْهِ وَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ بالعتق و التبني و المحبة و التزويج يعني
زيد بن حارثة أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ و ذلك أن الله تعالى أوحى إلى
نبيه أن
زيدا سيأتيه مطلقا زوجته و أمره أن يتزوجها بعد فراغ
زيد بها ليكون ذلك ناسخا لسنة
الجاهلية فلما حضر
زيد مخاصم زوجته عازما على طلاقها أشفق
النبي عن أن يمسك عن وعظه و تذكيره لا سيما و قد كان يتصرف على أمره و تدبيره فيرجف المنافقون به إذا تزوج المرأة و يقرفونه بما قد نزهه الله عنه فقال أمسك عليك زوجك تبريا مما ذكرناه و أخفى في نفسه عزمه على نكاحها بعد طلاقه لها لينتهي إلى أمر الله تعالى فيها يدل على هذا التأويل قوله-
لِكَيْ لاٰ يَكُونَ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوٰاجِ أَدْعِيٰائِهِمْ إِذٰا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَ كٰانَ أَمْرُ اَللّٰهِ مَفْعُولاً .
قوله سبحانه
وَ تُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اَللّٰهُ مُبْدِيهِ أي لم قلت أمسك عليك زوجك و قد أعلمتك أنها ستكون من أزواجك.
قوله سبحانه
وَ تَخْشَى اَلنّٰاسَ وَ اَللّٰهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشٰاهُ إنه فعل ما غيره أولى منه و ليس يكون بترك الأولى عاصيا
فصل [في العفو و التوبة]