21والكلدانية واليهوديّة والعرب، هذه الكعبة 1، إنّ الله تعالي يتكلّم في ذلك لخليله إبراهيم(ع) فيقول: وَ أَذِّنْ فِي النّٰاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجٰالاً وَ عَلىٰ كُلِّ ضٰامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ 2
3 - ومن الشواهد الأخري علي المطلب المذكور قوله تعالي: وَ إِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثٰابَةً لِلنّٰاسِ 3 ويتّضح من ملاحظة ذيل هذه الآية: وَ عَهِدْنٰا إِلىٰ إِبْرٰاهِيمَ وَ إِسْمٰاعِيلَ أَنْ طَهِّرٰا بَيْتِيَ لِلطّٰائِفِينَ وَ الْعٰاكِفِينَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ 4، أنّ الناس لمتدع إلي زيارة الكعبة بعد نزول القرآن فقط، وإنّما كانت تقصدها قبل قرون سالفة من نزول الوحي علي النبي(ص)، ذلك أنّ العهد الإلهي لإبراهيم وإسماعيل كان تطهير البيت لزوّاره والطائفين فيه والمعتكفين والراكعين الساجدين.
4 - شاهد قرآني آخر هو قوله تعالي: جَعَلَ اللّٰهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرٰامَ قِيٰاماً لِلنّٰاسِ 5 فإذا كان هدف الأنبياء الإلهيين كافّة إقامة العدل والقسط بين الناس، كما قال تعالي: وَ أَنْزَلْنٰا مَعَهُمُ الْكِتٰابَ وَ الْمِيزٰانَ لِيَقُومَ النّٰاسُ بِالْقِسْطِ 6 فإنّ الكعبة تمثّل العامل المهمّ والعنصر الفاعل الذي يمكنه سوق تمام الخصوصيات العرقية والجغرافية والاختلافات المكانيّة والتباعدات الزمانيّة واللغوية... سوقها جميعاً نحو جهة واحدة ومقصد فارد، وكذلك كشف الأجانب والغرباء، وتهيئة الأرضية المناسبة لقيام الناس كافّة بالقسط والعدل.