16
الفصل الأول: الإسلام دين عالمي دائم
لابدّ لكلّ إنسان من دين إلهي، ولا دين كذلك سوي الإسلام إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللّٰهِ الْإِسْلاٰمُ 1، كما لا يُقبل دين سواه، وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلاٰمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ 2، فالإسلام هو الدين الوحيد الجامع النازل من جانب الحقّ تعالي، والمشتمل علي تمام الكمالات الإنسانيّة، والمهيمن علي الأديان الباطلة كافّة، وهو الديانة الفريدة القابلة للإجراء والتطبيق لتكون مورداً لاستفادة الإنسان.
وبناءاً عليه، لابد لهذا الدين أن يحوي برامج وآليات يمكن توظيفها والاستفادة منها عبر التاريخ، وتظهر وتنجلي في مناخ تعالي الإنسانيّة انجلاءً كاملاً وتاماً.
الشمولية والدوام من أكبر أوصاف الإسلام وأهمّها، أي إنّه يستوعب في داخله أفراد الإنسان كافّة من السود والبيض والحمر وسائر الأعراق و... كما يستوعب امتداد الزمان، في ماضيه ومستقبله، إلي يوم القيامة.
وللإسلام، بوصفه أمراً إلهيّاً غالباً علي الزمان والحركة والمادّة مصوناً من الزوال والاندثار، علّةٌ تامّة، مثله في ذلك مثل سائر الممكنات، وهذه العلّة التامّة مكوّنةٌ من