14قال ابن تيمية في عقيدته الواسطية في بيان عقيدة أهل السنة: ويحبّون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتولونهم، ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خم: «أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي»، وقال أيضاً للعباس عمّه وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم، فقال: «والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبّوكم لله ولقرابتي»، وقال: «إن الله اصطفى بني إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم» 1.
وقال ابن كثير: ولا ننكر الوصاة بأهل البيت، والأمر بالإحسان إليهم، واحترامهم وإكرامهم، فإنهم من ذرية طاهرة، من أشرف بيت وُجد على وجه الأرض، فخراً وحسباً ونسباً، ولا سيما إذا كانوا متّبِعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه، وعلي وأهل بيته وذرّيته، رضي الله عنهم أجمعين 2.
وقال شيخ الطائفة الشيخ محمد بن الحسن الطوسي قدس سره: المراد بذلك مودة ذوي القربى الذين تجب طاعتهم، وليس إذا علمنا وجوب طاعتهم بالإمامة ومحبَّتهم علينا لا يجوز أن تجب علينا محبَّتهم وقد قال الله تعالى: ( يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )، وإن كنا علمنا وجوب طاعة الله ورسوله بالعقل والعلم المعجز، وليس يمتنع أن يكون المراد جميع أهل البيت وأنه تجب علينا محبّتهم ومودّتهم لمكان نسبهم، وإن وجب علينا أن نبغضهم لمكان فسقهم، وعندنا تجتمع المحبة في شخص واحد على إيمانه وطاعته، مع البغض له على فسقه ومعاصيه، وإنما يخالف فيه أصحاب الوعيد من المعتزلة وغيرهم 3.
وقال العلامة الحلي قدس سره: وعليك بصلة الذرية العلوية؛ فإن الله تعالى قد