5
كلمة المعهد
الحمد لله ربّ العالمين وصلواته على أشرف خلقه محمّدٍ وأهل بيته الطيّبين الطاهرين
يُعتبر الإنسان بفطرته كائنٌ لا يفتأ يبحث عن الكمال والسعادة، ويتحرّى السُّبُل التي توصله إلى هذا الهدف، لذلك بعث الله تعالى الأنبياء والرسل واحداً تلو الآخر لتلبية هذه الحاجة الفطريّة. لكن، وبعد رحيل كلّ نبيٍّ أو رسولٍ، كانت شريعته تتعرّض لكثير من التزييف والخلاف وهي حالة واجهها المسلمون كذلك بعد وفاة رسول الله(ص) فنجم عن ذلك ظهور مذهبيْن أساسيّيْن بين المسلمين حيث اتّبعت فئةٌ من منهم مدرسة أو فلسفة الخلفاء الراشدين فأُطْلِق على أتباعها عنوان «أهل السنّة»، بينما انتهجت فئة أُخرى مدرسة آل بيت الرسول(ص) فسُمّوا بالشيعة، ولكلٍّ من هاتين المدرستين أُصولها ومنهجها الذي تبنّاه أصحابه ورأوا فيه مقصودهم الذي يقودهم إلى الكمال المنشود والسعادة الأزليّة.
وهذه الدراسة التي قام بها الدكتور محمّد تقي فخلعي، تُمثّل رؤية تحليليّة إجماليّة لتأريخ التشيّع وجذوره العقائديّة، مُبيّناً أهمّ آراء أتباع هذا المذهب